Wednesday, October 9, 2013

الخبزة الثالثة : التوبة ... خطوة حب

ملخص محاضرة قداسة البابا المعظم الأنبا تاوضروس الثاني
ألقاها مساء الأربعاء 9 من أكتوبر 2013 م

الخبزة الثالثة : التوبة ... خطوة حُب

نقرأ لأجل تعليمنا المزمور الواحد والخمسين – مزمور التوبة

Psa 51:1  لإِمَامِ الْمُغَنِّينَ. 
مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ عِنْدَمَا جَاءَ إِلَيْهِ نَاثَانُ النَّبِيُّ بَعْدَ مَا دَخَلَ إِلَى بَثْشَبَعَ 
اِرْحَمْنِي يَا اللهُ حَسَبَ رَحْمَتِكَ. حَسَبَ كَثْرَةِ رَأْفَتِكَ امْحُ مَعَاصِيَّ. 
Psa 51:2  اغْسِلْنِي كَثِيراً مِنْ إِثْمِي وَمِنْ خَطِيَّتِي طَهِّرْنِي. 
Psa 51:3  لأَنِّي عَارِفٌ بِمَعَاصِيَّ وَخَطِيَّتِي أَمَامِي دَائِماً. 
Psa 51:4  إِلَيْكَ وَحْدَكَ أَخْطَأْتُ وَالشَّرَّ قُدَّامَ عَيْنَيْكَ صَنَعْتُ لِكَيْ تَتَبَرَّرَ فِي أَقْوَالِكَ وَتَزْكُوَ فِي قَضَائِكَ. 
Psa 51:5  هَئَنَذَا بِالإِثْمِ صُوِّرْتُ وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي. 
Psa 51:6  هَا قَدْ سُرِرْتَ بِالْحَقِّ فِي الْبَاطِنِ فَفِي السَّرِيرَةِ تُعَرِّفُنِي حِكْمَةً. 
Psa 51:7  طَهِّرْنِي بِالزُوّفَا فَأَطْهُرَ. اغْسِلْنِي فَأَبْيَضَّ أَكْثَرَ مِنَ الثَّلْجِ. 
Psa 51:8  أَسْمِعْنِي سُرُوراً وَفَرَحاً فَتَبْتَهِجَ عِظَامٌ سَحَقْتَهَا. 
Psa 51:9  اسْتُرْ وَجْهَكَ عَنْ خَطَايَايَ وَامْحُ كُلَّ آثَامِي. 
Psa 51:10  قَلْباً نَقِيّاً اخْلُقْ فِيَّ يَا اللهُ وَرُوحاً مُسْتَقِيماً جَدِّدْ فِي دَاخِلِي. 
Psa 51:11  لاَ تَطْرَحْنِي مِنْ قُدَّامِ وَجْهِكَ وَرُوحَكَ الْقُدُّوسَ لاَ تَنْزِعْهُ مِنِّي. 
Psa 51:12  رُدَّ لِي بَهْجَةَ خَلاَصِكَ وَبِرُوحٍ مُنْتَدِبَةٍ اعْضُدْنِي. 
Psa 51:13  فَأُعَلِّمَ الأَثَمَةَ طُرُقَكَ وَالْخُطَاةُ إِلَيْكَ يَرْجِعُونَ. 
Psa 51:14  نَجِّنِي مِنَ الدِّمَاءِ يَا اللهُ إِلَهَ خَلاَصِي فَيُسَبِّحَ لِسَانِي بِرَّكَ. 
Psa 51:15  يَا رَبُّ افْتَحْ شَفَتَيَّ فَيُخْبِرَ فَمِي بِتَسْبِيحِكَ. 
Psa 51:16  لأَنَّكَ لاَ تُسَرُّ بِذَبِيحَةٍ وَإِلاَّ فَكُنْتُ أُقَدِّمُهَا. بِمُحْرَقَةٍ لاَ تَرْضَى. 
Psa 51:17  ذَبَائِحُ اللهِ هِيَ رُوحٌ مُنْكَسِرَةٌ. الْقَلْبُ الْمُنْكَسِرُ وَالْمُنْسَحِقُ يَا اللهُ لاَ تَحْتَقِرُهُ. 
Psa 51:18  أَحْسِنْ بِرِضَاكَ إِلَى صِهْيَوْنَ. ابْنِ أَسْوَارَ أُورُشَلِيمَ. 
Psa 51:19  حِينَئِذٍ تُسَرُّ بِذَبَائِحِ الْبِرِّ مُحْرَقَةٍ وَتَقْدِمَةٍ تَامَّةٍ. حِينَئِذٍ يُصْعِدُونَ عَلَى مَذْبَحِكَ عُجُولاً.

نعمة الله الآب تكون مع جميعنا آمين ...
.......................................................

تكلمنا في الأسابيع الماضية منذ بدأ العام القبطي الجديد عن

أولا : البداية ... كيف نبدأ ... 
في البداية يجب أن نهتم بمعرفتنا وشبعنا بالمسيح
ومعجزة الخمس خبزات والسمكتين معجزة شبع ... ونحن نريد أن نشبع بعلاقة قوية مع السيد المسيح ... فتكلمنا عن خبزتين من هذه الخبزات 
1. الكتاب المقدس خبزة حب
2. الصلاة   لقاء حب
3. واليوم نتحدث عن: التوبة خطوة حب

خطية الانسان هي الكارثة الأولى في حياة البشرية
فمهما تعددت الكوارث إلا أن الخطية هي الكارثة الأولى
الخطية تسقط الانسان ... والانسان يقف أمامها بالتوبة
التوبة هي عمل الانسان في كل حياته
أولا : الخطية أفقدت الانسان صورته الالهية ... 
فبعدما أوجد الله الخليقة (المملكة) خلق الانسان (الملك)
وقد فقد الانسان هذه الصورة بالخطية

وثاينا : أن الانسان أصبح ميت روحيا ... 
مثل إنسان لديه شلل في ذراعه ... الذراع موجود لكنه فاقد حيويته
وقد صار للانسان بهذا الموت الروحي أن الانسان يحيا بيولوجيا ... لكن من الناحية الروحية لا توجد فيه حياة

وثالثا : الخطية تجعل الانسان تحت غضب الله – الخطاة في يوم الدينونة سيقولون للآكام غطينا وللجبال أسقطي علينا

الخطية هي جهادك اليومي
الخطية تريد أن تحرمك من مسيحك لكي تظل في حالة قلق او جوع
الانسان عندما يجوع يحتاج أن يأكل
أما الانسان الخاطيء فهو يسير من جوع إلى جوع ... 
وإحساس الجوع هو أقرب تشبيه لاحساس القلق الروحي بسبب الخطية
آدم وحواء في الفردوس لم يكن عندهم قلق إطلاقا
وعندما ازدادت الخطية ازداد القلق
والمجتمع الاستهلاكي زاد القلق أكثر جدا

يجب ان يكون المسيح مركز الحياة (مثل مركز الدائرة) 
بدون المركز لا يمكن أن تكون الدائرة واضحة ... 
استبدل الانسان بهذا المركز مركزا آخر ... هو ذاته ... شخصه هو ... نفسه ... 
فصار لعبة في يد الشيطان
الشيطان يقول ... ضع ذاتك وأنا آتي وأسكن معك
الشهوة ، والسلطة، والمال، واللذة، ومغريات الأرض
ذات الانسان تجعله يغرق ويبعد ويعيش في دوامة ... لا يستطيع أن يخرج منها إلا إذا جاء المسيح وصار مركز الدائرة لكي تصير الدائرة منتظمة
صار كل انسان يبحث عن نفسه فقط ... 
حتى الذين تركوا كل شيء ... حتى الرهبان الذين ذهبوا للبرية ... حتى هؤلاء أحيانا الشيطان أو ذاتهم تسقطهم

صار جهادك اليومي توبة لكي تشبع بالمسيح
لا يمكن أن ترى خطاياك إلا إذا أتيت إلى نور المسيح
طالما المريض بعيد عن الطبيب لا يستطيع |أن يشخص مرضه
وإن ظل بعيدا ... زاد مرضه وإتسع
وإن أتى المريض للطبيب عرف مرضه
وإن أتى الخاطئ للمسيح رأى خطاياه

آه ما أحسن الاعتراف بين يديك ... ترسل لي شعاعا من نورك ... فأخجل من نفسي.
فتشت عنك كثيرا أيها الجمال غير المرئي ... وأخيرا وجدتك في قلبي
(القديس أوغسطينوس)

أن تخطئ فهذا ضعف بشري ... فهذا ضعف بشري
أما أن تستمر في الخطية ... فهذا عمل شيطاني
(القديس يوحنا ذهبي الفم)

حروب الشيطان تسقط الانسان عندما يسلم ذاته لعدو الخير
أحبك يا رب يا قوتي (مزمور)
صرخة التوبة
ليس في ذاتي قوة بل ضعف ... وأنت الوحيد من خلال جودك وليس من خلال استحقاقي ... تعطيني قوة
طول زمن الخطية يؤدي إلى القلق مما يشكك الانسان في محبة ربنا
الخطية تخطف النوم من الانسان ... أما الانسان التائب ... فحتى إن نام ساعات قليلة ... فهذه الساعات تشبعه وتعطيه راحة

هذا المزمور الواحد والخمسين نصلي به في مقدمة الصلاة 
هذا المزمور عنوانا للتوبة
في العهد الجديد وان كان الكتاب المقدس كله يتحدث عن التوبة إلا أن الاصحاح 15 من إنجيل معلمنا لوقا يعتبر اصحاح التوبة
وهو يتحدث عن: الخروف الضال ... والدرهم المفقود ... والابن الضال

هذا الابن الضال الذي لا نعرف اسمه ... لأنه ينطبق على كل انسان منا ... 
فقد كل شيء إلا شيئا واحدا ... وهو الرجاء
وهو يمثل الخاطئ الذي يفقد بالخطية كل شيء إلى شيئا واحدا هو الرجاء
الابن الضال أحس بالجوع ... وبدأ يعقد مقارنة ... 
ماذا أنا هنا ... وماذا أنا في بيت أبي
كم من أجير لأبي يفضل عنه الخبز
أقوم الآن وأرجع إلى أبي
التوبة أن يبدأ الاسنان مع نفسه ... يقر بخطاياه ... 
أما أن يقول الانسان أنا كويس ... أفضل من فلان أو علان

1. أولا : رجع إلى نفسه ... (شعر بالخطية)
2. رفع صلاة (تعهد)
3. يذهب إلى بيت أبيه ويقر (سر الاعتراف)
سر الاعتراف يجب أن يسبقه وقفة مع النفس ... 
الشعور بالخطية كيف أذلت الانسان والجوع إلى الله
الخطوة الثانية أن يقف أمام الله ويتعهد
ثم أمام أبيه ويقر بمشاعر التوبة التي يريد أن يعيشها
ثم ينال بركات التوبة

البعض يسمي التوبة ميناء ينقذ من الغرق
التوبة مشاعر
انسحاق القلب وايمان قوي في شخص المسيح وتعهد أمام الله بعدم العودة ... تعهد ثابت ... 
لذلك إذا أردت التوبة إعرف أن قيمة نفسك غالية جدا أمام الله ... 
وأن مسيحك واقف على الصليب ومنتظر أن يقيمك ... 
وهو المُسَكِّن في بيت أم أولاد فرحة ... يعطيها الله أبناء ... 
أي التائب يصير له ثمار
التائب يجب ألا ييأس أبدا
المسيح مات على الصليب وزراعاه مفتوحتان ... يدعو كل إنسان للتوبة
الرجاء هو حبل نازل من السماء يجب أن نمسك فيه
باب التوبة دائما مفتوح لا يغلقه إلا موت الانسان
إن سمعتم صوته لا تقسوا قلوبكم
الله منتظر توبتك

من أوائل الكلمات التي كرز بها السيد المسيح كما في انجيل معلمنا مرقس ... 
"قد كمل الزمان وقرب الوقت فتوبوا وآمنوا بالانجيل"
إعرف أن قلب الله متسع جدا ... وهو منتظر توبتك ... أبوته متدفقة نحو الانسان
تدفق فيض محبة الله نراه بصورة جميلة في مثل الابن الضال
إعلم أن الله يستطيع أن يغفر خطاياك السابقة كلها

كان شاول الطرسوسي قاسي القب ... وفي الوقت المحدد ظهر له في الطريق إلى دمشق
وقف شاول على أول طريق التوبة عندما صرخ إلى الله : يا رب ماذا تريد أن تفعل
وتبدأ توبة الانسان الحقيقية عندما يصرخ إلى الله : يا رب ماذا تريد أن أفعل
هنا يبدأ طريق التوبة

بطرس الرسول أخطأ وأنكر ... وقرر أن ينصرف إلى مهنته السابقة ... أما مسيح الحب يظهر في معجزة صيد 153 سمكة ... في إنجيل يوحنا ثم يدعوه : "أتحبني" ثلاث مرات ... 
وكأنها ضغطات الحب لكي يستيقظ من غفلته لكي يصير كارزا وينال إكليل الشهادة

التوبة فرصة ثانية
المرأة التي أمسكت في ذات الفعل
أعطاها الله فرصة ثانية
إما أن تمسك فرصة التوبة أو تضيع منك

أحيانا يعطي الله الانسان هذه الفرصة في الساعات الأخيرة من حياة الانسان .... 
مثل اللص اليمين الذي يقال عنه أنه سرق الملكوت
الفرص التي تمنحها محبة الله للانسان لا تنتهي
الله دائما يعطي الانسان هذه النعم من أجل توبته ... 
الله يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون
هو ينتظر على المجيء الثاني لعل الانسان يتوب

زكا مثال ... إصطادته نعمة المسيح ... عند شجرة الجميز التي تشير إلى الصليب
كذلك الانسان الذي صار له 38 سنة مطروح على البركة
سأله أتريد أن تبرأ؟؟؟ بعد 38 سنة

ومازال هذا هو نداء المسيح لكل إنسان ...
أتريد أن تبرا ... أتريد أن تبدأ من جديد
إن كنت في فتور أو بعد أو نسيان أو غفلة
لتكن هذه الليل بداية لتوبتك
وإن أردت ... سيريد هو أيضا وسيمنحك عطايا كثيرة
وسيعطيك معونة على اتمام التوبة

الحضن الذي أخذه هذا الابن الضال عندما عاد إلى بيت أبيه أزال منه كل الجوع وكل القلق
حضن أبيه كان هو النعمة التي كسبها من وراء توبته
لنفرح ونعيش بهذه التوبة على الدوام ...

لالهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين

No comments: