Monday, December 2, 2013

فضيلة الملامة

ملخص محاضرة قداسة البابا المعظم أنبا تاوضروس الثاني
ألقاها مساء الأربعاء 27 من نوفمبر سنة 2013 م

فضيلة الملامة

بسم الآب والإبن والروح القدس الاله الواحد آمين
تحل علينا نعمته وبركته من الآن وإلى الأبد آمين

أقرأ لأجل تعليمنا فصل من إنجيل معلمنا (لوقا 6 : 45)

اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الصَّالِحِ يُخْرِجُ الصَّلاَحَ وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشَّرَّ. فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ فَمُهُ. 
وَلِمَاذَا تَدْعُونَنِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ وَأَنْتُمْ لاَ تَفْعَلُونَ مَا أَقُولُهُ؟ 
كُلُّ مَنْ يَأْتِي إِلَيَّ وَيَسْمَعُ كَلاَمِي وَيَعْمَلُ بِهِ 
يُشْبِهُ إِنْسَاناً بَنَى بَيْتاً وَحَفَرَ وَعَمَّقَ وَوَضَعَ الأَسَاسَ عَلَى الصَّخْرِ. فَلَمَّا حَدَثَ سَيْلٌ صَدَمَ النَّهْرُ ذَلِكَ الْبَيْتَ فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يُزَعْزِعَهُ لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّساً عَلَى الصَّخْرِ. 
وَأَمَّا الَّذِي يَسْمَعُ وَلاَ يَعْمَلُ فَيُشْبِهُ إِنْسَاناً بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الأَرْضِ مِنْ دُونِ أَسَاسٍ فَصَدَمَهُ النَّهْرُ فَسَقَطَ حَالاً وَكَانَ خَرَابُ ذَلِكَ الْبَيْتِ عَظِيماً». 

نعمة الله الآب تكون مع جميعنا آمين

نتكلم اليوم عن أحد الفضائل التي تجعل الانسان يسمع
ليس سمع الأذن بل السمع الداخلي ... الجواني ... القلبي ...
يسمع ويعمل ...
أحد الفضائل التي تساعد الانسان على السمع الداخلي الصحيح : فضيلة الملامة
وتحكي لنا قصص الحياة الرهبانية عن القديس الأنبا أرسانيوس معلم أولاد الملوك ... وكان يحب الصمت ... وكان معلما لأولاد الملوك قبل بدايته للرهبنة 
في ذات مرة أحب البابا ثيئوفيلس (الـ 23) أن يأتي لزيارته ... 
وقال له : قل لي كلمة منفعة
وكلمة المنفعة هي كلمة تحمل قوة الاختبار وقوة الحياة ...
أجاب القديس أرسانيوس :
 "ليس أفضل من أن يرجع الانسان بالملامة على نفسه في كل شيء" ...

أحيانا تظهر عند الإنسان خطية أو ضعف أو تقصير معين ... ولكنه لا يقدر أن يقول كلمة : أخطيت ...
أو متأسف ... وذلك لأن قلبه لا يلومه ... لا يستطيع أن يعيش فضيلة الملامة ...

أولا : تؤدي بك إلى توبة حقيقية : ...
يحتاج الانسان أن قلبه الحي وضميره الحي أن يلومه ... لكي يسمع ويعمل ...
ولما يلومه ... تكون هي الخطوة الأولى للنجاح الروحي ...
وهي خطوة التوبة
مثال : ...
القديس داود النبي كان نبيا عظيما وصاحب جاه وسلطان وملكا ... 
ووقع ليس في خطية واحدة بل خطيتين ...
فبدأت مشاعر التوبة تتحرك فيه ... عندما حدثه ناثان النبي
وكتب لنا : ... مزمور التوبة ...
إرحمني يا الله كعظيم رحمته ... 
لك وحدك أخطأت ...
تشعر في هذا المزمور الذي دونه داود بدموعه ... بأنه يلوم نفسه ... أمام الله ...
أما الفريسي يقارن نفسه بالعشار ... ولكن داود يلوم نفسه أمام الله ...
الفريسي يتقدم إلى الأمام ...  العشار يبقى في الخلف
الفريسي أصوم يومين في الأسبوع وأعشر كل ما أقتنيه ... 
يقيس نفسه على خاطيء مثله .... لذلك لم يقدم توبة

لكي تقدم توبة يجب أن تقيس نفسك على قامة السيد المسيح نفسه ... فتجد نفسك صغير جدا وضعيف جدا ...
لذلك قال السيد المسيح : "كونوا كاملين كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل"
إن كنت للآثام راصدا يا رب من يثبت ...
لكي تتحرك مشاعر التوبة في الانسان ويستمع إلى الوصية 
ينبغي أن يبدأ بالملامة

معلومة هامة جدا
صوم الميلاد يركز وبشدة على موضوع السمع ... وكأنه يريد ان يصلح السمع الروحي في الانسان
أما الصوم الكبير فيركز وبشدة على العين ... وكأنه يريد أن يصلح العين الروحية في الانسان
وكلاهما (العين والأذن) يصب في القلب ...

ليس أفضل من أن يرجع الانسان بالملامة على نفسه ...
حينئذ تبدأ مشاعر التوبة 
طالما أنت ناظر إلى نفسك أنك جيد ... وتقيس نفسك على من حولك

يتساءل البعض : لماذا لا نتغير ؟؟؟
بسبب "عدم وجود "فضيلة الملامة"

عندما سأل الله حواء ... رجعت بالملامة على الحية
وآدم : رجع بالملامة على حواء ...

عندما تسقط في شكل من أشكال الضعف أو الخطية : لا تبحث إلى عن نفسك وتلومها 

قس نفسك دائما على قامة السيد المسيح
لما تنجح في أن تلوم نفسك تكون النتيجة أنك تقدكم توبة حقيقية
من قصص القديس موسى الأسود أنه لما دعي لمحاكمة أحد النساك
حضر وهو يحمل شوال من الرمل الذي يتسرب من وراء ظهره : 
وقال هذه خطاياي وأنا لا أراها ... فقد رجع بالملامة على نفسه ...

الخطوة الأولى إلي التوبة : هي أن ترجع بالملامة على  نفسك
الشاب الغني : سأل السيد المسيح بمنتهى الأدب وهو جاثي أمامه
ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية ؟ ...
قال له يسوع إحفظ الوصايا ... أجاب : حفظتها منذ حداثتي ...
ففرح به المسيح وقال : (الحكاية قربت)
فقال له : إذهب بع أملاكك وأعط الفقراء 
فمضى حزينا ... لأنه كان ذا أوالا كثيرة ...
لأنه لم يرجع بالملامة على نفسه ... (فعلا أنا عندي محبة المال)

هاتور 3 ىآحاد تقول لنا الكنيسة من له أذنالن للسمع فليسمع
والأحد الرابع : الشاب الغني
لم يلم نفسه ... أنا فعلا مرتبط باموالي أكثر من اللازم
إذا كنت مرتبطا بــ ...
شهوة معينة ... شخصية معينة ... ضعف معين ... إرجع بالملامة على نفسك !!!
أحيانا تمارس سر الاعتراف دون أن تلوم نفسك
يعطيك أب إعترافك وقت : تحكي الخطية أو الضعف أو القصور في حياتك
يا ترى هل في لوم حقيقي داخلك
عندا تعرض للخطية الشديدة : قال : "كيف أصنع هذا الشر العظيم ,أخطي إلى الله"
قلب صاح يلوم ذاته
لذلك لن أفعل (يوسف الصديق)
فضيلة الملامة تؤدي إلى توبة حقيقية 
.........................................

ثانيا :  فضيلة الملامة جعلك تقتني نفسك
بصبركم تقتنون أنفسكم
في البيت الواحد كل واحد يساعد الآخر لكي يقتني نفسه ولا يضيع
مثال: القديسة مونيكا وإبنها أوغسطين
داود النبي ... النموذج الرائع لتوبته من خلال المزمور الخمسين : لأنه نجح في أن يمارس التوبة الحقيقية
واحد يدعي التوبة والاعتراف ... يخدع نفسه ... لكن الممارسات الشكلية لا تؤدي إلى الملكوت
"الشكليات لا تبني الملكوت"
عندما تجلس في مجلس يمدحونك فيه ... تذكر خطاياك ولم نفسك من الداخل
..........................................

ثالثا : الانسان يستطيع أن يكسب الآخرين بهذا الفضية
الانسان الذي يبرر ذاته دائما لا يستطيع أن يكسب الآخرين

ذات مرة كنت أصلح بين خدام كنيسة ما وبين الكهنة
كلما يقول واحد من الشباب شيء ... يبادر الكاهن بتيرير ذاته
فجلسنا ساعتين ولم نخرج بشيء
لكنه لو جاء بالملامة على نفسه ... لانحلت المشكلة ... معلش لم أكن واخد بالي
احترس دائما من تبريرك ذاتك لئلا تفقد الآخرين الذين حولك ...

زوج وزوجة ... كل واحد يبرر موقفه ... وكل واحد يوجد أسباب
واحد يأتي لي ويحكي لي مشكلة كبيرة بها أطراف كثيرين ... فأسأله :
وأنت : ما هو خطأك أنت : يقول لي : ما عنديش خطأ
أرد عليه قائلا : وأنا ما عنديش حل ...

أحد وسائل كسب الآخرين ... أن تتعلم أن تلوم ذاتك ... قصرت ... ما أخدتش بالي ... فات علي ...
......................................

رابعا : تمنحك نعمة رضا الله
ربنا يعطيك نعم كثيرة لأنك تستطيع أن تلوم نفسك
توجد كلمتين تساعد الانسان على الحياة الصحيحة 
أخطيت ... وحاضر
وهما كلمات حلوتان في وقعهما على الأذن
وهما الذان يربطان الحياة الصحيحة بالاتضاع والطاعة
إعمل كدة : حاضر ...
ليه عمل كدة : أخطيت ...
بدون جدل كثير لا يؤدي إلى حل المشاكل

سئل ذات مرة أنبا باخوميوس أب الشركة : ما هو أجمل منظر رأيته ...
أجاب هو منظر الانسان المتضع ... 
لأن في قلبه عمل الاتضاع والطاعة وهما مبنيان على الملامة
....................................................

إجتهد في كل يوم وبالذات ايام الصوم
آخر السنة
كيهك
تسابيح
في هذه السهرات قس نفسك على قامة أمنا العذراء مريم
أوعى يجيلك إحساس : العذراء مريم هي قامة كبيرة كيف |أصل إليها
إجتهد
قامة السيد المسيح
قامة السيدة العذراء
وعندما تجد نفسك قليلا صغيرا ... إجتهد لكي تكبر

بطرس أنكر المسبيح ... خرج وبكى بماءا مرا
أنبه ضميره
ووصل إلى حالة من حالات اليأس
وفي النهاية ظهر له السيد المسيح مع التلاميد كما في (يوحنا 21 ) 
وسأله : لكي يحرك فيه روح الملامة
أتحبني وثانية وثالية
أجاب : يا رب أنت تعلم يا رب اني احبك
قلبي وضميري سيكونان في منتهى الشفافية والنقاوة
بسبب فضيلة الملامة 
متى فعلتم كل ما أمرتم به قولوا إننا عبيد باطلون لأننا عملنا ما يجب علينا
إياك أن تفتخر
لكن إرجع بالملامة على ذاتك
لكي تتغير وهتبدأ عام جديدة بقلب جديد وروح جديد وفكر جديد
وتكون سنة نقية وفيها شفافية في حياتك الخاصة 

ولإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين ...

(الصورة منقولة وليست من إنشائي)


ملحوظة: عند قراءتك كلمات قداسة البابا تاوضروس الثاني ... تذوق الحب الذي يقطر منها

للملخصات السابقة لعظات قداسة البابا يوم الأربعاء ... فضلا إذهب إلى هذا الرابط
http://pope118.blogspot.com/

No comments: