Thursday, December 12, 2013

الديانة الطاهرة


الديانة الطاهرة النقية عند الله (4 من ديسمبر 2013)
ملخص محاضرة قداسة البابا المعظم أنبا تاوضروس الثاني
ألقاها مساء الأربعاء 4 من ديسمبر سنة 2013 م

بسم الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد آمين
تحل علينا نعمته ورحمته من الآن وإلى الأبد آمين

أقرأ لأجل تعليمنا فصل من رسالة معلمنا يعقوب الرسول
(الأصحاح الأول من عدد 19 : 27)

إِذاً يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُسْرِعاً فِي الاِسْتِمَاعِ، مُبْطِئاً فِي التَّكَلُّمِ، مُبْطِئاً فِي الْغَضَبِ،
لأَنَّ غَضَبَ الإِنْسَانِ لاَ يَصْنَعُ بِرَّ اللَّهِ.
لِذَلِكَ اطْرَحُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ وَكَثْرَةَ شَرٍّ. فَاقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ الْكَلِمَةَ الْمَغْرُوسَةَ الْقَادِرَةَ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ.
وَلَكِنْ كُونُوا عَامِلِينَ بِالْكَلِمَةِ، لاَ سَامِعِينَ فَقَطْ خَادِعِينَ نُفُوسَكُمْ.
لأَنَّهُ إِنْ كَانَ أَحَدٌ سَامِعاً لِلْكَلِمَةِ وَلَيْسَ عَامِلاً، فَذَاكَ يُشْبِهُ رَجُلاً نَاظِراً وَجْهَ خِلْقَتِهِ فِي مِرْآةٍ،
فَإِنَّهُ نَظَرَ ذَاتَهُ وَمَضَى، وَلِلْوَقْتِ نَسِيَ مَا هُوَ.
وَلَكِنْ مَنِ اطَّلَعَ عَلَى النَّامُوسِ الْكَامِلِ - نَامُوسِ الْحُرِّيَّةِ - وَثَبَتَ، وَصَارَ لَيْسَ سَامِعاً نَاسِياً بَلْ عَامِلاً بِالْكَلِمَةِ، فَهَذَا يَكُونُ مَغْبُوطاً فِي عَمَلِهِ.
إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِيكُمْ يَظُنُّ أَنَّهُ دَيِّنٌ، وَهُوَ لَيْسَ يُلْجِمُ لِسَانَهُ، بَلْ يَخْدَعُ قَلْبَهُ، فَدِيَانَةُ هَذَا بَاطِلَةٌ.
اَلدِّيَانَةُ الطَّاهِرَةُ النَّقِيَّةُ عِنْدَ اللَّهِ الآبِ هِيَ هَذِهِ: افْتِقَادُ الْيَتَامَى وَالأَرَامِلِ فِي ضِيقَتِهِمْ، وَحِفْظُ الإِنْسَانِ نَفْسَهُ بِلاَ دَنَسٍ مِنَ الْعَالَمِ.

نعمة الله الآب تكون مع جميعنا آمين ...

في نهاية هذا العام الميلادي ... شهر ديسمبر ... وفي فترة الصوم ... يجب أن نراجع مبادئنا الروحية ... المبادئ الروحية للانسان المسيحي
ومن الجميل في الكتاب المقدس أنه يقدم تعريفات محددة للموضوعات الكبرى
فمثلا : ما هي المحبة : نجد الاجابة في (1 كو 13) تعريف واضح جامع ومانع للمحبة
ومثلا في (عبرانيين 11) نجد تعريف للايمان
وأهمية التعريفات المحددة هي أنني أستطيع أن أقيس عليها نفسي
وأحد أهم هذه التعريفات : تعريف الديانة الذي نجده في رسالة معلمنا يعقوب

ثلاثة مفاتيح للديانة :

المفتاح الأول :
رسالة معلمنا يعقوب الرسول تعتبر من أدب الحكمة
من أكثر الموضوعات التي تشغل بال الانسان في حياته على الأرض هو الكلام
نجد الاصحاح الثالث من هذه الرسالة يتكلم حديثا وافيا عن الكلام

إن كان أحد فيكم يظن أنه دين ... وهو ليس يلجم لسانه بل يخدع قلبه ... فديانة هذا باطلة

قد يكون الانسان مسيحيا من خلال رقمه القومي أو إسمه
ولكن مفتاح الديانة الحقيقية أمام الله هو الانسان الذي يلجم لسانه
أي يأخذ باله من كلمه يقولها ... وهذه هو المفتاح الأول والأصيل للديانة
الأنشطة التي يعملها الانسان كل يوم متعددة يأتي على رأسها
الكلام ... والاستماع ... والكتابة ... والقراءة ...
هؤلاء أهم أربعة أنشطة يعملها الانسان كل يوم
المفتاح في ديانة كل انسان هو أن يلجم لسانه
إعلم أنه "بكلامك تتبرر وبكلامك تدان"
ولن يستثنى من هذه القاعدة أحد !!!

المفتاح الثاني :
الديانة الطاهرة النقية عند الله
لكي يحيا الانسان هذا المفهوم لا بد أن تعرف أن البشر على أنواع ثلاثة
1. الانسان الطبيعي ... يحيا المبادئ الانسانية ... سيد الخليقة ... عنده أخلاق ... يعيش في أي مجتمع بالطبيعة الانسانية ... هذا الانسان يحاول أن يجاهد ولكن بدون نعمة ... لذلك لا يجد تعزية
2. إنسان ينحدر عن طبيعته الانسانية إلى المستوى الجسداني ... حب الشهوة ... حب القنية ... حب التطلع والمناصب ... والخطأ والارهاب والجريمة والعنف ... هذا لأنه إنحدر عن إنسانيتة ... وهذه الانسان لا يرتبط لا بجهاد روحي ولا بنعمة ... لا يأخذ نصيبا من النعمة ...
3. إنسان روحاني ... الروح هو الذي يقودة ... يعيش حياته ممزوجة بين جهاده الروحي وبين النعمة الالهية ... جهاد روحي ... صلوات ... أصوام ... قراءات ... خدمة ... انسان صاحب جهاد ... ولكن هذا الجهاد ممزوج بالنعمة الالهية ... لذلك فهو دائما فرحان ... أحد القديسين قال : إن رائحة عرق الصلاة أزكى من البخور ... فهو انسان ملتوت بالنعمة ... ممزوج بالنعمة ... ممسوح بالنعمة ... وعلامته أنه دائما فرحان ... ويشعر دائما بقيادة الله لحياته ... "لتكن مشيئتك"

الديانة الطاهرة النقية عند الله تحتاج هذا الانسان الروحاني
إرتقي بحياتك
الأصوام هي الفرصة المناسبة للمراجعة والتقدم
لا تبدأ صوم وتنهيه بدون أن تكون قد تغيرت فيه
فترات الصوم هي فترات تغيير للأفضل
ترك لخطية ... إضافة لفضيلة ...
القداسة هي من الداخل ...
وصية ربنا : "بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيء"
نفس المعني يقوله بولس الرسول : " أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني"

المفتاح الثالث :
جناحين يرفعوا الانسان لكي يصير انسان روحاني
الديانة الطاهرة النقية عند الله الآب هي هذه ... إفتقاد اليتامى والأرامل في ضيقتهم ...
وهذا هو الجناح الأول ...
مقياس : هل تفتقد يتامى وأرامل ؟ هل تساعدهم ؟ ليس ماديا فقط ... بل كل أعمال المحبة ... وابسطها أن يسأل عنهم ...
لكي تكون ديانة الانسان طاهرة نقية يجب أن تفتقد كل من في ضيقة
في مجتمعنا المصري كثيرون محتاجون
ليس فقط الاحتياج المادي ... وإن كان هذا مهما جدا ...
ولكن أيضا إحتياجات الخدمة والمحبة ...

في دولة غربية (السويد)
كل انسان عنده وقت يسجل في بلدية المدينة ... ويجمعوا هذه الأوقات
وفي المقابل تتجمع احتياجات لناس ... مريض ... مسن ... وحيد ...
ويوزعوا الناس الذين لديهم أوقات على الناس الذين لديهم احتياجات ...
زرت مرتين انسان مريض معاق ... ووجدت عنده في المرتين شخصين مختلفين يقومون بخدمته شخص في كل مرة ...
لا يعمل فيه غير اصبع قدمه الكبير فقط ... فصمموا له كمبيوتر خاص وماوس خاص ... وأخذ هذا الشخص جائزة كبيرة لأنه إستطاع أن يحول سفر النشيد إلى سيمفونية ... وهو معوق إسمه (ماتز)
يخدمه أفراد متعددين يقدمون وقتا ... أتمنى أن نظاما مثل هذا يوجد عندنا

في جتمعنا توجد طاقة شبابية كثيرة ضائعة ... ويوجد عدد من البشر يحتاج حتى مجرد مكالمة تليفون ...
وإذا لم يسأل عنه إنسان يصير غريبا ... والمعاناة النفسية معاناة شديدة ..
إذا أردت أن تعبر أن لك ديانة حقيقية طاهرة نقية ... يجب أولا أن تفتقد اليتامى والأرامل في ضيقتهم ...
ليس مجرد زيارة ... توجد احتياجات أكثر الحاحا ... وأكثر عمقا ...
أدعوك أن تبحث عن هؤلاء ... وكيف نخدمهم ...

مثلا الأم أو الأب الذي عنده طفل لديه إعاقة ذهنية أو جسدية ... هو يعاني من عبء ثقيل جدا ...
ما رأيك أن تريحه ساعتين أو ثلاثة كل يوم
وهذا بدلا من أن تضيع وقتك في لا شيء

يوجد في قلبي حزن ... وخسارة أنه يوجد إنسان في أشد الاحتياج لطاقتك هذه
مثلا المطروحين بأمراض شديدة أو مزمنة ...
مع هذا الصوم لا بد أن يوجد في حياتك هذا النوع من الخدمة ... لكل أحد ... ولا تكتف بالقشور ... أدخل إلى العمق ...

الجناح الثاني :
حفظ الانسان نفسه بلا دنس من العالم
الأولى مسئولية خارجية وان كانت تنبع من القلب ...
ولكن الثانية مسئولية شخصية ... حفظ الانسان نفسه بلا دنس من العالم
كتبت هذه الرسالة في القرن الأول الميلادي قبل كل وسائل الاتصال الحديثة ...
ولكنه يقول حفظ الانسان نفسه بلا دنس من العالم
العالم قد وضع في الشرير ... وأنت لك مسئولية شخصية عن نفسك
والشر كان زمان كان محدودا ... لكنه الآن غير محدود ... ومتاح بأي وسيلة ...
في التاسعة نقول ... أمت حواسنا الجسمانية ... أي أمت الشر الذي فيها
الحواس كما هي مداخل للمعرفة ... هي أيضا مداخل للشر
إرادة الله هي قداستكم
وبهذه القداسة يستطيع أن يعاين الله
القديس يوحنا الدرجي يقول : "الإنسان الطاهر هو الذي يطرد الحب بحب ... هو يطرد حب الدنس أو الخطية أو الشهوة ... بحب آخر أسمى منه " ...
توجد في قلبك محبات كثيرة
ولكن يجب أن يتدرب الانسان على الابتعاد عنها فترات
مهما تعاظمت اختراعات الانسان ستبقى للتراب وللأرض فقط
إحترس أن تكون هذه النهضات العلمية سبب لدنس في العالم
لو كان أحد القديسين مثل بولس الرسول منشغلا بأشياء مثل التي في ايدينا اليوم ... أجهزة عديدة ... هل كان يستطيع أن يقول
لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل جدا
صار الانسان غارقا في الدنس
قدس حواسك ... ضع حارسا لحواسك
إهرب من المشاهدة الضارة أو المكان أو الشخص
السمع : تجنب مجالس المستهزئين :
التذوق الصوم
اللمس : إهرب من الأماكن المزدحمة واحفظ نفسك عفيفا
الشم : إحفظ نفسك من بعض الروائح المثيرة أو المتعبة أو المغالاة في التزين والتنعم بصفة عامة
إمزج جهادك بنعمة الله ...
أوعدك مع اقتراب عام جديد أن أبدأ معك بداية جديدة
أن تكون ايماني وديانتي ومسيحيتي تكون طاهرة وحقيقية
وأن يكون لي هذين الجناحين
إفتقاد اليتامى والأرامل في ضيقتهم وكل من شابههم في الضيق
وحفظ الانسان نفسه بلا دنس !!!

لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين ...

Monday, December 2, 2013

فضيلة الملامة

ملخص محاضرة قداسة البابا المعظم أنبا تاوضروس الثاني
ألقاها مساء الأربعاء 27 من نوفمبر سنة 2013 م

فضيلة الملامة

بسم الآب والإبن والروح القدس الاله الواحد آمين
تحل علينا نعمته وبركته من الآن وإلى الأبد آمين

أقرأ لأجل تعليمنا فصل من إنجيل معلمنا (لوقا 6 : 45)

اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الصَّالِحِ يُخْرِجُ الصَّلاَحَ وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشَّرَّ. فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ فَمُهُ. 
وَلِمَاذَا تَدْعُونَنِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ وَأَنْتُمْ لاَ تَفْعَلُونَ مَا أَقُولُهُ؟ 
كُلُّ مَنْ يَأْتِي إِلَيَّ وَيَسْمَعُ كَلاَمِي وَيَعْمَلُ بِهِ 
يُشْبِهُ إِنْسَاناً بَنَى بَيْتاً وَحَفَرَ وَعَمَّقَ وَوَضَعَ الأَسَاسَ عَلَى الصَّخْرِ. فَلَمَّا حَدَثَ سَيْلٌ صَدَمَ النَّهْرُ ذَلِكَ الْبَيْتَ فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يُزَعْزِعَهُ لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّساً عَلَى الصَّخْرِ. 
وَأَمَّا الَّذِي يَسْمَعُ وَلاَ يَعْمَلُ فَيُشْبِهُ إِنْسَاناً بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الأَرْضِ مِنْ دُونِ أَسَاسٍ فَصَدَمَهُ النَّهْرُ فَسَقَطَ حَالاً وَكَانَ خَرَابُ ذَلِكَ الْبَيْتِ عَظِيماً». 

نعمة الله الآب تكون مع جميعنا آمين

نتكلم اليوم عن أحد الفضائل التي تجعل الانسان يسمع
ليس سمع الأذن بل السمع الداخلي ... الجواني ... القلبي ...
يسمع ويعمل ...
أحد الفضائل التي تساعد الانسان على السمع الداخلي الصحيح : فضيلة الملامة
وتحكي لنا قصص الحياة الرهبانية عن القديس الأنبا أرسانيوس معلم أولاد الملوك ... وكان يحب الصمت ... وكان معلما لأولاد الملوك قبل بدايته للرهبنة 
في ذات مرة أحب البابا ثيئوفيلس (الـ 23) أن يأتي لزيارته ... 
وقال له : قل لي كلمة منفعة
وكلمة المنفعة هي كلمة تحمل قوة الاختبار وقوة الحياة ...
أجاب القديس أرسانيوس :
 "ليس أفضل من أن يرجع الانسان بالملامة على نفسه في كل شيء" ...

أحيانا تظهر عند الإنسان خطية أو ضعف أو تقصير معين ... ولكنه لا يقدر أن يقول كلمة : أخطيت ...
أو متأسف ... وذلك لأن قلبه لا يلومه ... لا يستطيع أن يعيش فضيلة الملامة ...

أولا : تؤدي بك إلى توبة حقيقية : ...
يحتاج الانسان أن قلبه الحي وضميره الحي أن يلومه ... لكي يسمع ويعمل ...
ولما يلومه ... تكون هي الخطوة الأولى للنجاح الروحي ...
وهي خطوة التوبة
مثال : ...
القديس داود النبي كان نبيا عظيما وصاحب جاه وسلطان وملكا ... 
ووقع ليس في خطية واحدة بل خطيتين ...
فبدأت مشاعر التوبة تتحرك فيه ... عندما حدثه ناثان النبي
وكتب لنا : ... مزمور التوبة ...
إرحمني يا الله كعظيم رحمته ... 
لك وحدك أخطأت ...
تشعر في هذا المزمور الذي دونه داود بدموعه ... بأنه يلوم نفسه ... أمام الله ...
أما الفريسي يقارن نفسه بالعشار ... ولكن داود يلوم نفسه أمام الله ...
الفريسي يتقدم إلى الأمام ...  العشار يبقى في الخلف
الفريسي أصوم يومين في الأسبوع وأعشر كل ما أقتنيه ... 
يقيس نفسه على خاطيء مثله .... لذلك لم يقدم توبة

لكي تقدم توبة يجب أن تقيس نفسك على قامة السيد المسيح نفسه ... فتجد نفسك صغير جدا وضعيف جدا ...
لذلك قال السيد المسيح : "كونوا كاملين كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل"
إن كنت للآثام راصدا يا رب من يثبت ...
لكي تتحرك مشاعر التوبة في الانسان ويستمع إلى الوصية 
ينبغي أن يبدأ بالملامة

معلومة هامة جدا
صوم الميلاد يركز وبشدة على موضوع السمع ... وكأنه يريد ان يصلح السمع الروحي في الانسان
أما الصوم الكبير فيركز وبشدة على العين ... وكأنه يريد أن يصلح العين الروحية في الانسان
وكلاهما (العين والأذن) يصب في القلب ...

ليس أفضل من أن يرجع الانسان بالملامة على نفسه ...
حينئذ تبدأ مشاعر التوبة 
طالما أنت ناظر إلى نفسك أنك جيد ... وتقيس نفسك على من حولك

يتساءل البعض : لماذا لا نتغير ؟؟؟
بسبب "عدم وجود "فضيلة الملامة"

عندما سأل الله حواء ... رجعت بالملامة على الحية
وآدم : رجع بالملامة على حواء ...

عندما تسقط في شكل من أشكال الضعف أو الخطية : لا تبحث إلى عن نفسك وتلومها 

قس نفسك دائما على قامة السيد المسيح
لما تنجح في أن تلوم نفسك تكون النتيجة أنك تقدكم توبة حقيقية
من قصص القديس موسى الأسود أنه لما دعي لمحاكمة أحد النساك
حضر وهو يحمل شوال من الرمل الذي يتسرب من وراء ظهره : 
وقال هذه خطاياي وأنا لا أراها ... فقد رجع بالملامة على نفسه ...

الخطوة الأولى إلي التوبة : هي أن ترجع بالملامة على  نفسك
الشاب الغني : سأل السيد المسيح بمنتهى الأدب وهو جاثي أمامه
ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية ؟ ...
قال له يسوع إحفظ الوصايا ... أجاب : حفظتها منذ حداثتي ...
ففرح به المسيح وقال : (الحكاية قربت)
فقال له : إذهب بع أملاكك وأعط الفقراء 
فمضى حزينا ... لأنه كان ذا أوالا كثيرة ...
لأنه لم يرجع بالملامة على نفسه ... (فعلا أنا عندي محبة المال)

هاتور 3 ىآحاد تقول لنا الكنيسة من له أذنالن للسمع فليسمع
والأحد الرابع : الشاب الغني
لم يلم نفسه ... أنا فعلا مرتبط باموالي أكثر من اللازم
إذا كنت مرتبطا بــ ...
شهوة معينة ... شخصية معينة ... ضعف معين ... إرجع بالملامة على نفسك !!!
أحيانا تمارس سر الاعتراف دون أن تلوم نفسك
يعطيك أب إعترافك وقت : تحكي الخطية أو الضعف أو القصور في حياتك
يا ترى هل في لوم حقيقي داخلك
عندا تعرض للخطية الشديدة : قال : "كيف أصنع هذا الشر العظيم ,أخطي إلى الله"
قلب صاح يلوم ذاته
لذلك لن أفعل (يوسف الصديق)
فضيلة الملامة تؤدي إلى توبة حقيقية 
.........................................

ثانيا :  فضيلة الملامة جعلك تقتني نفسك
بصبركم تقتنون أنفسكم
في البيت الواحد كل واحد يساعد الآخر لكي يقتني نفسه ولا يضيع
مثال: القديسة مونيكا وإبنها أوغسطين
داود النبي ... النموذج الرائع لتوبته من خلال المزمور الخمسين : لأنه نجح في أن يمارس التوبة الحقيقية
واحد يدعي التوبة والاعتراف ... يخدع نفسه ... لكن الممارسات الشكلية لا تؤدي إلى الملكوت
"الشكليات لا تبني الملكوت"
عندما تجلس في مجلس يمدحونك فيه ... تذكر خطاياك ولم نفسك من الداخل
..........................................

ثالثا : الانسان يستطيع أن يكسب الآخرين بهذا الفضية
الانسان الذي يبرر ذاته دائما لا يستطيع أن يكسب الآخرين

ذات مرة كنت أصلح بين خدام كنيسة ما وبين الكهنة
كلما يقول واحد من الشباب شيء ... يبادر الكاهن بتيرير ذاته
فجلسنا ساعتين ولم نخرج بشيء
لكنه لو جاء بالملامة على نفسه ... لانحلت المشكلة ... معلش لم أكن واخد بالي
احترس دائما من تبريرك ذاتك لئلا تفقد الآخرين الذين حولك ...

زوج وزوجة ... كل واحد يبرر موقفه ... وكل واحد يوجد أسباب
واحد يأتي لي ويحكي لي مشكلة كبيرة بها أطراف كثيرين ... فأسأله :
وأنت : ما هو خطأك أنت : يقول لي : ما عنديش خطأ
أرد عليه قائلا : وأنا ما عنديش حل ...

أحد وسائل كسب الآخرين ... أن تتعلم أن تلوم ذاتك ... قصرت ... ما أخدتش بالي ... فات علي ...
......................................

رابعا : تمنحك نعمة رضا الله
ربنا يعطيك نعم كثيرة لأنك تستطيع أن تلوم نفسك
توجد كلمتين تساعد الانسان على الحياة الصحيحة 
أخطيت ... وحاضر
وهما كلمات حلوتان في وقعهما على الأذن
وهما الذان يربطان الحياة الصحيحة بالاتضاع والطاعة
إعمل كدة : حاضر ...
ليه عمل كدة : أخطيت ...
بدون جدل كثير لا يؤدي إلى حل المشاكل

سئل ذات مرة أنبا باخوميوس أب الشركة : ما هو أجمل منظر رأيته ...
أجاب هو منظر الانسان المتضع ... 
لأن في قلبه عمل الاتضاع والطاعة وهما مبنيان على الملامة
....................................................

إجتهد في كل يوم وبالذات ايام الصوم
آخر السنة
كيهك
تسابيح
في هذه السهرات قس نفسك على قامة أمنا العذراء مريم
أوعى يجيلك إحساس : العذراء مريم هي قامة كبيرة كيف |أصل إليها
إجتهد
قامة السيد المسيح
قامة السيدة العذراء
وعندما تجد نفسك قليلا صغيرا ... إجتهد لكي تكبر

بطرس أنكر المسبيح ... خرج وبكى بماءا مرا
أنبه ضميره
ووصل إلى حالة من حالات اليأس
وفي النهاية ظهر له السيد المسيح مع التلاميد كما في (يوحنا 21 ) 
وسأله : لكي يحرك فيه روح الملامة
أتحبني وثانية وثالية
أجاب : يا رب أنت تعلم يا رب اني احبك
قلبي وضميري سيكونان في منتهى الشفافية والنقاوة
بسبب فضيلة الملامة 
متى فعلتم كل ما أمرتم به قولوا إننا عبيد باطلون لأننا عملنا ما يجب علينا
إياك أن تفتخر
لكن إرجع بالملامة على ذاتك
لكي تتغير وهتبدأ عام جديدة بقلب جديد وروح جديد وفكر جديد
وتكون سنة نقية وفيها شفافية في حياتك الخاصة 

ولإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين ...

(الصورة منقولة وليست من إنشائي)


ملحوظة: عند قراءتك كلمات قداسة البابا تاوضروس الثاني ... تذوق الحب الذي يقطر منها

للملخصات السابقة لعظات قداسة البابا يوم الأربعاء ... فضلا إذهب إلى هذا الرابط
http://pope118.blogspot.com/