Wednesday, September 25, 2013

الخبزة الأولى : الكتاب المقدس - رسالة حب


ملخص عظة قداسة البابا تاوضروس الثاني
ألقاها مساء الأربعاء 25 من سبتمبر 2013

أقرأ لأجل تعليمنا المزمور 19

لإِمَامِ الْمُغَنِّينَ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ.
 يَوْمٌ إِلَى يَوْمٍ يُذِيعُ كَلاَماً وَلَيْلٌ إِلَى لَيْلٍ يُبْدِي عِلْماً.
 لاَ قَوْلَ وَلاَ كَلاَمَ. لاَ يُسْمَعُ صَوْتُهُمْ.
 فِي كُلِّ الأَرْضِ خَرَجَ مَنْطِقُهُمْ وَإِلَى أَقْصَى الْمَسْكُونَةِ كَلِمَاتُهُمْ. جَعَلَ لِلشَّمْسِ مَسْكَناً فِيهَا
 وَهِيَ مِثْلُ الْعَرُوسِ الْخَارِجِ مِنْ حَجَلَتِهِ. يَبْتَهِجُ مِثْلَ الْجَبَّارِ لِلسِّبَاقِ فِي الطَّرِيقِ.
 مِنْ أَقْصَى السَّمَاوَاتِ خُرُوجُهَا وَمَدَارُهَا إِلَى أَقَاصِيهَا وَلاَ شَيْءَ يَخْتَفِي مِنْ حَرِّهَا.
 نَامُوسُ الرَّبِّ كَامِلٌ يَرُدُّ النَّفْسَ. 
شَهَادَاتُ الرَّبِّ صَادِقَةٌ تُصَيِّرُ الْجَاهِلَ حَكِيماً.
 وَصَايَا الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ تُفَرِّحُ الْقَلْبَ. 
أَمْرُ الرَّبِّ طَاهِرٌ يُنِيرُ الْعَيْنَيْنِ.
 خَوْفُ الرَّبِّ نَقِيٌّ ثَابِتٌ إِلَى الأَبَدِ. 
أَحْكَامُ الرَّبِّ حَقٌّ عَادِلَةٌ كُلُّهَا.
 أَشْهَى مِنَ الذَّهَبِ وَالإِبْرِيزِ الْكَثِيرِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ وَقَطْرِ الشِّهَادِ.
 أَيْضاً عَبْدُكَ يُحَذَّرُ بِهَا وَفِي حِفْظِهَا ثَوَابٌ عَظِيمٌ.
 اَلسَّهَوَاتُ مَنْ يَشْعُرُ بِهَا! مِنَ الْخَطَايَا الْمُسْتَتِرَةِ أَبْرِئْنِي.
 أَيْضاً مِنَ الْمُتَكَبِّرِينَ احْفَظْ عَبْدَكَ فَلاَ يَتَسَلَّطُوا عَلَيَّ.
حِينَئِذٍ أَكُونُ كَامِلاً وَأَتَبَرَّأُ مِنْ ذَنْبٍ عَظِيمٍ.
 لِتَكُنْ أَقْوَالُ فَمِي وَفِكْرُ قَلْبِي مَرْضِيَّةً أَمَامَكَ يَا رَبُّ صَخْرَتِي وَوَلِيِّي.

نعمة الله الآب تكون مع جميعنا آمين
..............................................

ونحن في بداية عام قبطي جديد تكلمت في الأسبوع الماضي عن البداية ...
وتساءلت :
"كيف نعرف مسيحنا القدوس معرفة شخصية ... وكيف نشبع منه؟"

ووجدت الإجابة موجودة بطريقة رمزية في معجزة اشباع الجموع من الخمس خبزات والسمكتين
وهي موجودة في حياتنا بطريقة رمزية ... يمكن أن تقيم لنا علاقة شخصية مع ربنا يسوع المسيح ...
هؤلاء الذين أكلوا في تلك المعجزة شبعوا من الطعام المادي ... وقال لهم السيد المسيح: 
"إعملاوا لا للطعام البائد ... بل للطعام الباقي للحياة الأبدية"

فما هي هذه الخمس خبزات والسمكتين الروحيين ؟؟؟: ...
حتى نعرف ونقيم هذه المعرفة الشخصية كما قال بولس الرسول:
"لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبها بموته "

نبدأ اليوم بالخبزة الأولى – ونكمل في الأسابيع القادمة ان شاء الرب وعشنا ...

الخبزة الأولى: الكتاب المقدس – رسالة حب

المزمور 19 (مزمور كلمة الله)
ويسبقه المزمور الأول (في ناموسه يلهج نهارا وليلا)
ويلحقه المزمور 119 (المزمور الكبير)
هذه المزامير الثلاثة هي مزمامير كلمة الله

1. الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد كلمة الله هي قوة الله للخلاص 
 ... ليس كتابا فلسفيا ... ولا نظرية فكرية ... ولا حكايات ... ولا حتى مجرد كتاب تعليمي ...
هذا الكتاب هو (طاقة) حركة – ديناميكا
هذا الكتاب يستطيع أن يعمل في الانسان ويغير فيه
حركة حب الله الذي لا يتوقف
الله يعمل من خلال كلمته عمل لا يتوقف – حتى يوصل الانسان للسماء

عندما تقرأ جريدة أو كتاب، تعرف معرفة أو عبارة أو تتعلم شيء،
 ولكن الكتاب المقدس تتعامل مباشرة مع روح الله –
"الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة" ... لذلك فهو قوة الله لخلاص الإنسان ...
عندما تعطي جهاز لصانعه ... فهو يصلحه ويغير فيه ويحول فيه
"الكتاب المقدس هو فم المسيح" (كما قال القديس أغسطينوس)


2. الكتاب المقدس هو مرعى للنفوس
"الكتاب المقدس وقراءة الكتب المقدسة هي روضة" (يوحنا ذهبي الفم)
عندما تقرأ فيه وتجعله خبزة حياتك، فهو ليس مجرد عقيدة ولا مجرد تشريع ولا مجرد تاريخ ولكنه ...
(فردوس أثمار) أو (منجم لآليء) "يوحنا ذهبي الفم"
الكتاب المقدس هو أنسب مكان ترعى فيه نفسك
عاوز تغذي نفسك، عاوز تبني شخصك ... عاوز تفرح قلبك – مثلما تتنزه بين روضة أشجار – تنزه بين أسفار الكتاب المقدس
لا يوجد مكان يعطيك راحة قلبية أكثر من الكتاب المقدس
لن تجد الراحة والمعرفة الشخصية إلا من الرب يسوع في الكتاب المقدس

"الكتاب يشبه الأنهار التي لا نعرف أعماقها، لكن يكفينا أن نميل إليها ونشرب ونرتوي ونبحر فيها، بدلا من أن نفسد أوقاتنا في أن نقيس أعماقها ونحن نموت ظمأً"
 (يوحنا ذهبي الفم)

قصة : ...
كانت أم عندها كتاب مقدس فخم موضوع على طاولة فخمة، والأم كل يوم تزيل التراب من عليه وهي تنظف البيت، ففي أحد الأيام دار بينها وبين طفها هذا الحوار ...
الطفل : ماما ... هو الكتاب دا بتاع مين؟
الأم : بتاع ربنا
الطفل : طيب ما نرجعه لربنا أحسن
الأم متعجبةً: ليه؟
الطفل : أنت كل يوم تزيلي من عليه التراب ، ولكنك لم تفتحيه وتعلميني منه أبداً !!!

مجرد فتحك الكتاب المقدس أمام أولادك هو تعليد جيد وقدوة جيدة ...

3. الكتاب المقدس وحدة واحدة – كيانا واحدا
الكتاب المقدس ليس كتابا ولكنه مكتبة
66 + الأسفار القانونية الثانية = 73 سفرا (سفر أي كتاب باللغة العبرية)
هو وحدة واحدة متكاملة
يلزمنا روح الحكمة والتمييز لكي نفهم روح الكتاب
الكلمات المكتوبة بحروف وراءها روح يجب أن نعرفها ونعيش فيها
عندما تقرأ الكتاب أن تبحث عن "الكلمة: بين الكلمات ...
"العهد الجديد مخفي في القديم ... والعهد القديم" (القديس أغسطينوس)
اشعياء في العهد القديم مفتاح لفهم العهد الجديد
رسالة العبرانيين في العهد الجديد مفتاح العهد القديم
الكتاب المقدس هو وحدة واحدة نعيشها ونرتبط مع مسيحنا القدوس في العهد القديم والعهد الجديد ...
الانسان بدون هذه الكلمة المقدسة هو انسان فقير
بدون كلمة الله الانسان فارغ
أتعجب من الذين يهملون كلمة الله – وهذه خطية
الكتاب المقدس صالح لكل يوم – لأنه يتحدث عن الله الذي يريد أن يقيم علاقة المحبة معك – وطبيعة الله ثابتة.
كما أنه موجه لكل إنسان – وطبيعة الانسان لا تتغير
نفس ما يحزن – ونفس ما يقلق – ونفس ما يفرح : الانسان هو الانسان.
....................................................

كيف تنظر كنيستنا للكتاب المقدس؟

تتميز كنيستنا بهذه الابداعات الجميلة
سفر الرؤيا بالكامل في ليلة أبوغالمسيس تدخل في الظلام وتخرج في النور – وكأنها تصور الحياة على الأرض التي تنتهي في الأبدية – سفر الخروج إلى الأبدية

إصحاح واحد (لوقا 1) يقرأ على مدى شهر ... أربعة آحاد في شهر كيهك
مقاطع تتناسب مع السنة الزراعية ...

الأحد الأول والثاني من شهر هاتور: مثل الزارع ... ولا يتكرر هذا عبر السنة كلها
هاتور أبو الذهب المنثور ... حيث تبدأ زراعة القمح

كيهك الليل طويل : يتحول إلى تسبيح ... مبنية على الكتاب

الكتاب المقدس صار هو مصدر لكل شيء في الكنيسة
الكتاب المقدس هو مصدر كل الليتورجيات: سواء القداس أو صلوات جميع الأسرار كلها مصدرها آيات من الكتاب المقدس

الكتاب المقدس مصدر كل التسابيح
الهوس الأول: خروج 15
الهوس الثاني: مزمور 135 أو 136 ,,, وهكذا الثيؤطوكيات والابصاليات والمدائح
مش مهم أنك تؤدي فقط – المهم أن تؤدي وتعايش هذه التسابيح
قلبي ولساني ... يعني داخلي وخارجي ...
بعد التسبيح يشعر الانسان بالشبع
خبزة حياة – خبزة حب – كأن السيد المسيح يقدم لنا ذاته

الكتاب المقدس هو مصدر الليتورجيات والتسابيح وكل الصلوات: 
الأجبية من الكتاب المقدس

معرفة المسيح - هذه المعرفة ليست معرفة بالأذن – ولكنها معرفة بعين القلب 
كما قال أيوب الصديق: "بسمع الأذن سمعت عنك ... "
هل عاشرت الكتاب المقدس؟ هل توجد ألفة بينك وبينه؟

"إن عدم معرفتنا بالكتب المقدسة هو عِلّة جميع الشرور" (القديس يوحنا ذهبي الفم)
أي خطية تتعبك ... في يدك الل ... كتابك المقدس ...
الكتاب المقدس الحل لأي مشكلة أو خطية أنت مهزوم منها
.............................................................

يبقى سؤال: ماذا أفعل بالكتاب المقدس؟
يحتاج الكتاب المقدس إلى ثلاثة أمور رئيسية : ...

1. نظام : أقرأ وأعيش وأدرس وأتأمل في الكتاب المقدس كل يوم –
كلمة الله لا تُحب العشوائية.
تقرأ في المساء أو الصباح في كل يوم بنظام. خصص وقت له ثابت.

2. الالتزام : أي دون إنقطاع – شكل من أشكال التغصب والاجتهاد.
"كتابك الذي يشرب عرقك ودموعك"
أحفظ، أكتب، علّم فيه. وعلى قدر أمانتك يعطيك الله أن تفهم ما تقرأ.
لا شيء يقطع التزامك. حتى تتكون بينك وبين كتابك عشرة. تعتاد حتى على شكل الحروف والصفحات. وهكذا سوف تزداد بصيرة، وسوف ترى مسيحك بعيني قلبك

3. الوقت : لابد أن تخصص وقتا للكتاب المقدس. لابد أن يزيد هذا الوقت باستمرار.
"ما أمتع السفر على صفحات كتاب" (أحد الأدباء)

"ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله" (متى 4: 4)
لا تترك يوم يمر دون أن تأكل هذه الخبزة. الكتاب المقدس –
تستمع إلى فم المسيح تعرف رسالته ومقاصده في حياتك

كتابك المقدس هو الخبزة الأولى التي تعطيك معرفة حقيقية بالسيد المسيح

في الأسبوع القادم بمشيئة الله نتناول الخبزة الثانية من الخمس خبزات الروحيين والسمكتين الروحيتين ...
لإلهنا كل المجد والكرامة من الآن وإلى الأبد آمين ...

Wednesday, September 18, 2013

لنبدأ بدءاً حسناً

ملخص عظة قداسة البابا/ تاوضروس الثاني
ألقاها مساء الأربعاء 18 من سبتمبر 2013 

نقول ونحن نصلي من الأجبية في كل يوم: "إحفظنا ... ولنبدأ بدءا حسنا " 

ما هي المبادئ التي تحكمنا وتجعل الطريق التي نسلكها ترضي الله وتنجح:

أولا : الأمانة
أمانتك اليومية – بل الحياتية مع كل نَفَس
إخترت الطريق فاسلك فيه بأمانة متناهية 
"كن أمينا إلى الموت، فسأعطيك إكليل الحياة" أمانة في كل العمر ...
أنت في أسرة : كن أمينا في الأسرة
في دراسة : كن أمينا في الدراسة
في عمل : كن أمينا في العمل
قصة واقعية:
شاب جامعي، عمل نقاشا في دولة عربية. اتفق على أن يعمل لمدة 20 يوم عند شخص من أهل تلك البلد ... في أحد البيوت التي يملكها هذا الشخص ... وفي اليوم الثامن عشر ... إفتعل الرجل مشاجرة مع الشاب المسيحي ... لكي يطرده ولا يعطيه أجرته ... ولكن الشاب أميناً ويريد أن يُكمل ما بدأه ... فقال له ... اسمحلي أن أكمل اليومين الباقيين ... ولا أريد منك الأجر ... 
تعجب الرجل ... وظن أنها خدعة يريد بها الشاب إفساد العمل ... فظل يراقبه عن قرب حتى إنتهى من العمل بكل أمانة ... وفي آخر يوم ... سأله الرجل: لماذا فعلت هذا ؟؟؟
أجاب الشاب المسيحي : لأني أحب الأمانة ...
كانت النتيجة أن أخذه الرجل ... وعينه عنده ليدير كافة أعماله وشركاته ...
وأعطى الرب هذا الشاب خيرا كثيرا بسبب هذا الموقف الأمين ...
هذه قصة واقعية أعرف الشاب وأعرف الرجل العربي الذين حدث معهم هذا الموقف ...
أمانتك في كل شيء – وسائل المواصلات – الشارع – ... إلخ
.................................. 

ثانيا : النظام / التدقيق
كحكماء لا جهلاء – مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة
أحيانا يشغل الانسلن ذاته بأكثر من شيء في نفس الوقت ... مثل طاالب يريد الارتباط والعمل في نفس الوقت ... تكون النتيجة أنه لا ينجح في أي منهم
أما الانسان الذي يجعل النظام هو البداية ، وأحد مبادئة ... يذاكر بنظام، عبادته بنظام، ...
النظام هو الحياة المرتبة في كل شيء ... وليس التزمت
في المشروعات الكبرى ... تقول الشركة : باقي من الزمن :"84" يوم مثلا ...
أحد إنجازات الشركات التي يكتبونها في السيرة الذاتية للشركة ... أن ينتهي من العمل قبل الموعد المحدد
الذي يريد أن يسير ويصل ... يجب أن يكون منظما ... 
بالأجبية ... الكنيسة تعطينا حياة المسيح عبر اليوم ... عملية منظمة
الأجبية تغرس فينا مبدأ من المبادئ الهامة في حياتنا وهو مبدأ النظام ...
في رحلات بولس الرسول الثلاثة ... كانت كل رحلة أكبر من سابقتها ... بسبب النظام والخبرة ...
........................................

ثالثا : الهِمّة/ الحماس / الاجتهاد
ملعون من يعمل عمل الرب برخاوة
الرخاوة لا تمسك صيدا
الشخص في دراسته مجتهد ... وهو منظم في اجتهادة
تجعل الانسان شبعان ... أي راضٍ
في أفسس 6 : يتكلم عن حياة الجندية الروحية، ويأخذ من ملابس الجندي الروماني معانٍ روحية
أما البعض فتهبط عزيمته من أبسط كلمة ...
مثال:
في الغابة ... كلب الصيد يلمح الفريسة، يجري نحوها ... يجري بقية الكلاب لأنهم رأوه يجري ... ولكن الكلاب الأخرى تهبط همتها في الطريق ... لكن الذي يرى الهدف أمامه يفوز بالصيد الثمين ...
في سفر الرؤيا : 
عندي عليك أنك تركت محبتك الأولى ... أذكر من أين سقطتَ وتُب
يجب أن يكون الهدف واضح لكي تستمر الهمة
هدفنا في الخدمة تتويب النفوس واعداد كل نفس للسماء
................................

إذن الأمانة والنظام والاجتهاد
هي ثلاث مبادئ تساعد الانسان في أي مجال وفي اي زمان وفي أي مكان أن يبدأ بدءا حسنا، وينتهي نهاية حسنة
إذا كانت البداية بداية جيدة ... والسيد المسيح يقول : "أنا هو الطريق" 
يرد عليه الانسان قائلا: "أتبعك أينما تمضي" أو كما قالت عذراء النشيد: "إجذبني وراك فنجري"

لماذا لا يكمل البعض الطريق ؟؟؟ طريق التكريس مثلا ... لأن الهدف صار ضبابيا
أكبر خسارة أن يبدأ الانسان عملا ولا يكمل ... خسارة مادية ومعنوية ووقت ثمين
في بداية عام قبطي جديد
وفي بداية جديدة لبلدنا 
يجب أن تكون هذه هي المبادئ التي نبدأ بها ...
البداية كل يوم نصلي من أجلها 
"إحفظنا ... ولنبدأ بدءا حسنا " ...
إبدأ بأمانة ... وبنظام ... وباجتهاد
يعطينا المسيح إلهنا أن نبدأ بدءا حسنا ... ويكمل عملنا ويكمل نقصنا 
حتى نسير من نجاح إلى نجاح
له المجد إلى الأبد آمين

Wednesday, September 11, 2013

عيد النيروز 1730

ملخص عظة قداسة البابا تاوضروس الثاني ...
الأربعاء 11 من سبتمبر 2013 
فصل من رسالة معلمنا بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس – الاصحاح الثاني ...

2Co 5:1  لأَنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّهُ إِنْ نُقِضَ بَيْتُ خَيْمَتِنَا الأَرْضِيُّ، فَلَنَا فِي السَّمَاوَاتِ بِنَاءٌ مِنَ اللهِ، بَيْتٌ غَيْرُ مَصْنُوعٍ بِيَدٍ، أَبَدِيٌّ. 
2Co 5:2  فَإِنَّنَا فِي هَذِهِ أَيْضاً نَئِنُّ مُشْتَاقِينَ إِلَى أَنْ نَلْبَسَ فَوْقَهَا مَسْكَنَنَا الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ. 
2Co 5:3  وَإِنْ كُنَّا لاَبِسِينَ لاَ نُوجَدُ عُرَاةً. 
2Co 5:4  فَإِنَّنَا نَحْنُ الَّذِينَ فِي الْخَيْمَةِ نَئِنُّ مُثْقَلِينَ، إِذْ لَسْنَا نُرِيدُ أَنْ نَخْلَعَهَا بَلْ أَنْ نَلْبَسَ فَوْقَهَا، لِكَيْ يُبْتَلَعَ الْمَائِتُ مِنَ الْحَيَاةِ. 
2Co 5:5  وَلَكِنَّ الَّذِي صَنَعَنَا لِهَذَا عَيْنِهِ هُوَ اللهُ، الَّذِي أَعْطَانَا أَيْضاً عَرْبُونَ الرُّوحِ. 
2Co 5:6  فَإِذاً نَحْنُ وَاثِقُونَ كُلَّ حِينٍ وَعَالِمُونَ أَنَّنَا وَنَحْنُ مُسْتَوْطِنُونَ فِي الْجَسَدِ فَنَحْنُ مُتَغَرِّبُونَ عَنِ الرَّبِّ. 
2Co 5:7  لأَنَّنَا بِالإِيمَانِ نَسْلُكُ لاَ بِالْعَيَانِ. 
2Co 5:8  فَنَثِقُ وَنُسَرُّ بِالأَوْلَى أَنْ نَتَغَرَّبَ عَنِ الْجَسَدِ وَنَسْتَوْطِنَ عِنْدَ الرَّبِّ. 
2Co 5:9  لِذَلِكَ نَحْتَرِصُ أَيْضاً مُسْتَوْطِنِينَ كُنَّا أَوْ مُتَغَرِّبِينَ أَنْ نَكُونَ مَرْضِيِّينَ عِنْدَهُ. 
2Co 5:10  لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنَّنَا جَمِيعاً نُظْهَرُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ، لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مَا كَانَ بِالْجَسَدِ بِحَسَبِ مَا صَنَعَ، خَيْراً كَانَ أَمْ شَرّاً.

نحتفل في هذا اليوم بعيد النيروز
ويبدأ من تولي الامبراطور دقلديانوس الذي إضطهد الكنيسة بخطة محكمة يريد إفنائها ...
نسميه تقويم الشهداء لأننا نحتفل فيه بايمان الشهداء الذين سلمونا ايمانا حيا ...

أيضا نحتفل في هذه العشية بشهادة القديس يوحنا المعمدان

وفي هذه المناسبة نتذكر هذه الترنيمة ذات الكلمات القوية
أم الشهداء جميلة
أم الشرفاء نبيلة
عيرت بحر الآلامات
حفظت بدماها الحق قويم

نتأمل معا في عبارة من القداس الإلهي ...
"الخطاة الذين تابوا عِدُّهم مع مؤمنيك ... مؤمنيك إحسبهم مع شهداءك ... الذين هَهُنا إجعلهم متشبهين بملائكتك ..."

نجد في هذه العبارة الدرجات التالية : ...
خطاة ... تائبين ... مؤمنين ... شهداء ... متشبهين بالملائكة أو سمائيين

أولا: ... الخطاة ...
كل انسان ولد في الخطية (بالخطايا ولدتني أمي) ...
الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله ...
الخطية هي التعدي ...
الخاطي الذي يعيش على الأرض ان بقي خاطئا صارت حياته للهلاك ... وليس له خلاص إلا بربنا يسوع المسيح
الخاطئ ينتقل إلى درجة أعلى وهي التائبين ...
................................................

ثانيا : ... التائبين ...
التائب انسان يرفض الخطية بكل ما فيها ... ولا يقبلها ... 
أمثلة: الثلاثة فتية أو دانيال ... عاشوا في المجتمع لكنهم رفضوا الخطية ...
حافظ على نقاوة قلبهم ... وهذه هي قصة حياة كل واحد فينا ... أن يجتهد أن يعيش حياة توبة ...
التوبة تمنح الانسان حياة جديدة
وهي الشغل الشاغل للكنيسة ... هدفها الأصلي ... أن تحرك في الناس روح التوبة ...
الخطاة الذين تابوا إحسبهم مع مؤمنيك ...
................................................

ثالثا : ... المؤمنين ...
المؤمن هو الشخص الذي يؤمن أن يد الله تعمل ...
زكريا الكاهن أبو يوحنا المعمدان كانوا مؤمنين ... ولكنهم لم يكن لهم نسل ...
وفي الوقت المناسب يتدخل الله وتلد أليصابات ...
أحداث حياتنا التي نعيشها كل يوم تحتاج هذه الدرجة بشدة ...
تؤمن بيد الله التي تعمل ...
نقل جبل المقطم ... قصة إيمان ...
مصر وسط دول العالم لها معزّة خاصة عند السيد المسيح ...
صحيح أن السيد المسيح ولد في فلسطين لكنه إحتمى في مصر ...
أرض الكنانة : أي المحروسة أو المحفوظة ...
كل العالم محفوظ في يد الله ... ولكن مصر محفوظة في قلب الله ...
لذلك كل مصري يجب أن يفتخر بهذا البلد ...
السيد المسيح وأمنا العذراء مريم ويوسف النجار تجولوا في مصر شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ... يحفظون البلاد ...
ونخن في تاريخ كنيستنا ... الايمان ضارب في أصول التاريخ ...
كل المصريين مؤمنين ... والايمان بالله هام عندهم ...
أترك الخطية ... عيش بالتوبة ... إرتفع بالايمان 
...............................

رابعا : ... الشهداء ...
ومؤمنوك عدّهم مع شهداءك ...
ليس معنى ذلك أن كل المؤمنين يستشهدون ...
بل أن يكون لكل المؤمنين درجة الاستعداد القلبي للسماء ...
ربنا يعطي العمر الطويل للجميع ... 
وان نُقِض بيت خيمتنا الأرضي ... لنا في السماء بناء ...

آباؤنا الشهداء كانوا يحبون من يضطهدهم ... 
كانوا يستأذنون من يقيدهم بالسلاسل أن يقبلوا السلاسل أولا ...
المسيحي يضطهد فيبارك ... يُشتم فيصلي ... يرى انسانا آخر يكرهه فيرد بحب ...
هذه هي مسيحيتنا
والذين يسيئون فنحن نصلي لهم ...
 نشتهي ان كل انسان يتوب ...
ولا نحمل اي مشاعر سلبية لأي انسان على الاطلاق ...
ولا نسمح بالعداوة أن تدخل قلوبنا ...

كان الشهداء يحبون المضطهدين ... كأشخاص ... ولكن لا يحبون أعمالهم ...
ينظرون إلى كل انسان يتخذ من العنف طريق أنه محروم من النعمة ويحتاج إلى صلاة
ثق بايمانك أن صلاتك ستصنع عجبا ...

كان الشهداء يحبون بعضهم بعضا ...
كانوا يستخدمون اشارة السمكة للتعارف في ظل غياب وسائل الاتصال الحديثة ... لأنهم يشتهون أن يتعرفوا على القديسين ...
نسمع عن القديس إغريغوريوس أنه رُسم أسقفا على مدينة بها 17 مسيحي فقط ... والباقي وثنيين ...
أحبهم جميعا وخدمهم جميعا ... حتى أنه وهو على فراش الموت ... لم يكن باق في المدينة سوى 17 وثني والباقي مؤمنين !!!

لم نسمع أبدا أن الشهداء كانوا يذهبون متضايقين أو مكتئبين ... لأن الفرح المسيحي لا يفارقهم أبدا
الشهيدة مورا ... كانت عروسة حديثة الزواج ... وارتدت ملابس عرسها يوم استشهادها ...
إجعل لك هذه الدرجة ... درجة الاستعداد ...
...................................................

خامسا : ... السمائيين ...
"والذين ههنا إجعلهم متشبهين بملائكتك" ...
الملائكة سكان السماء ...
إحيا حياة سماوية
كما في السماء كذلك على الأرض ... أي يشتهي أن تكون الأرض قطعة من السماء
الانسان المشغول بالسماء ... ومهتم بالسماء ...

السنكسار ... نعيد في هذا اليوم ...
الكنيسة على الأرض تعيش في فرح كل يوم ...
والسماء تعيش في تسبيح ... أي فرح ...
من حوال 40 أو 50 سنة ... كانوا يقولون على الخادم الذي يحلق شعره ويرتدي ملابس محتشمة ... كانوا يقولون عليه (خين نيفاوي) من كلمة (خين نيفيؤوي) أي في الأعالي أو في السماويات ...
حياة سماوية ... لا تجعل قلبك أرضيا بل سماويا ...
.....................................................

أخيرا ...
قِسْ نفسك ... وإعلم أنت في أي درجة ... وإجتهد أن ترتقي لدرجة أرقى وأعلى ...
اننا نحتفل بعيد النيروز 17 يوم حتى عيد الصليب ... نصلي بطقس الفرح ... فرحين بالعام الجديد
إجعل حياتك راقية ملانة بالفرح ...
هل يوجد ملاك أو شهيد أو مؤمن يخاف ؟ ...
الذي يخاف هو الخاطئ ...
يعطينا مسيحنا أن تكون حياتنا في هذا المقياس ...
وليكن هذا تدريبنا في العام الجديد ...
أن تحدد أين أنت ... وترتقي للمستوى الأعلى ...
والمجد لله دائما أبديا آمين ...