Wednesday, October 2, 2013

الخبزة الثانية: الصلاة - لقاء حب

ملخص محاضرة قداسة البابا تاوضروس الثاني
ألقاها مساء الأربعاء 2 من أكتوبر سنة 2013 

سلسلة تأملنا في معجزة اشباع الجموع، وكيفية إشباع الله لنا الآن ...
في الاسبوع الماضي تأملنا في الخبزة الأولى : الكتاب المقدس

واليوم الخبزة الثانية:

الصلاة لقاء محبة

نقرأ لأجل تعليمنا المزمور 42
Psa 42:1  لإِمَامِ الْمُغَنِّينَ. قَصِيدَةٌ لِبَنِي قُورَحَ 
كَمَا يَشْتَاقُ الإِيَّلُ إِلَى جَدَاوِلِ الْمِيَاهِ هَكَذَا تَشْتَاقُ نَفْسِي إِلَيْكَ يَا اللهُ. 
Psa 42:2  عَطِشَتْ نَفْسِي إِلَى اللهِ إِلَى الإِلَهِ الْحَيِّ. مَتَى أَجِيءُ وَأَتَرَاءَى قُدَّامَ اللهِ! 
Psa 42:3  صَارَتْ لِي دُمُوعِي خُبْزاً نَهَاراً وَلَيْلاً إِذْ قِيلَ لِي كُلَّ يَوْمٍ أَيْنَ إِلَهُكَ 
Psa 42:4  هَذِهِ أَذْكُرُهَا فَأَسْكُبُ نَفْسِي عَلَيَّ. لأَنِّي كُنْتُ أَمُرُّ مَعَ الْجُمَّاعِ أَتَدَرَّجُ مَعَهُمْ إِلَى بَيْتِ اللهِ بِصَوْتِ تَرَنُّمٍ وَحَمْدٍ جُمْهُورٌ مُعَيِّدٌ. 
Psa 42:5  لِمَاذَا أَنْتِ مُنْحَنِيَةٌ يَا نَفْسِي وَلِمَاذَا تَئِنِّينَ فِيَّ؟ ارْتَجِي اللهَ لأَنِّي بَعْدُ أَحْمَدُهُ لأَجْلِ خَلاَصِ وَجْهِهِ. 
Psa 42:6  يَا إِلَهِي نَفْسِي مُنْحَنِيَةٌ فِيَّ لِذَلِكَ أَذْكُرُكَ مِنْ أَرْضِ الأُرْدُنِّ وَجِبَالِ حَرْمُونَ مِنْ جَبَلِ مِصْعَرَ. 
Psa 42:7  غَمْرٌ يُنَادِي غَمْراً عِنْدَ صَوْتِ مَيَازِيبِكَ. كُلُّ تَيَّارَاتِكَ وَلُجَجِكَ طَمَتْ عَلَيَّ. 
Psa 42:8  بِالنَّهَارِ يُوصِي الرَّبُّ رَحْمَتَهُ وَبِاللَّيْلِ تَسْبِيحُهُ عِنْدِي صَلاَةٌ لإِلَهِ حَيَاتِي. 
Psa 42:9  أَقُولُ لِلَّهِ صَخْرَتِي: [لِمَاذَا نَسِيتَنِي؟ لِمَاذَا أَذْهَبُ حَزِيناً مِنْ مُضَايَقَةِ الْعَدُوِّ؟] 
Psa 42:10  بِسَحْقٍ فِي عِظَامِي عَيَّرَنِي مُضَايِقِيَّ بِقَوْلِهِمْ لِي كُلَّ يَوْمٍ: [أَيْنَ إِلَهُكَ؟] 
Psa 42:11  لِمَاذَا أَنْتِ مُنْحَنِيَةٌ يَا نَفْسِي وَلِمَاذَا تَئِنِّينَ فِيَّ؟ تَرَجَّيِ اللهَ لأَنِّي بَعْدُ أَحْمَدُهُ خَلاَصَ وَجْهِي وَإِلَهِي.

المزمور 42 يتكلم عن النفس المشتاقة للوجود مع الله . وهو واحدة من أروع القصائد الروحية في سفر المزامير. يصور شخصاً متألما في داخله، لكنه فرحان في وجوده في معية الهه، وهو ملآن بروح الرجاء، الروح الرئيسية في الصلاة

الصلاة لقاء حب بين الله والانسان
وهي لقاء طوعي اختياري، ليس فرضا وليس واجبا، وليس من المحتم أن تصنعه، ولكنه لقاء حب. له ثلاثة محاور:

1. فيه تحرر من كل شيء: عندما تدخل في الحضرة الالهية يجب أن تتحرر من كل شيء. وهذا التحرر ليس عملية سهلة ولكن بها جهد، ويوصينا الآباء أن نستعد للصلاة قبل البدء بها، ومن أبسط هذه الاستعدادات، ترنيمة أو لحن قصير قبل الصلاة

2. فيه مواجهة Interview ، وهذه المواجهة الصغيرة في الصلاة وتكرارها في حياة الانسان، يستعد بها الانسان للقاء يوم الدينونة. 

3. لذلك تسمى الصلاة مقابلة حية. حرب عدو الخير الرئيسية في هذا الزمان هي الانشغال. القديس مار اسحق يقول: جاهد أن تدخل حجرتك الداخلية (قلبك) وسوف ترى حجرة السماء (الملكوت).

أبعاد اللقاء في الصلاة:

1. تعبير عن المحبة: القلب الذي يتجدد بنعمة الصلاة على الدوام، يمتلئ بمحبة الله. حتى يعشق الله، وقد يأخذ هذا اللقاء صورة الحوار، أو المناجاة، أو التسبيح ... الخ، فهو تعبير عن الحب، والحب يحتاج إلى وقت، وبدون وقت ليس له معنى. 
قصة:
كان فلاح يعيش في قرية بجوار دير
كان يدخل كل يوم إلى كنيسة الدير يجلس بعض الوقت في الصف الأول بعض الوقت وينصرف. وقد لاحظ رئيس الدير أن أيقونة السيد المسيح تبتسم عندما يحضر هذا الفلاح.
فسأل رئيس الدير الفلاح ماذا تفعل في الكنيسة كل يوم؟
فقال الفلاح البسيط: أنا أدخل إلى الكنيسة وأجلس: أتطلع إليه وهو يتطلع إليّ

2. التذكار الدائم - الوجود في الحضرة الالهية – قد يتطرو حتى يصل إلى مرتبة عالي تسمى "الدهش" أي أن يصير الانسان مسبيا بكليته في الله.

3. تطابق المشيئة: أضع كل شيء في يد الله، وأقول له إفرز كل ما فيّ وأزل منه كل ما هو ليس حسب مشيئتك. فتصبح حياتي وصلاتي متداخلتان. "لتكن مشيئتك" الانسان الروحي هو انسان الصلاة. عندما يوجد الانسان في جو الصلاة الحقيقية يشبع، حتى أن هذا الشبع يأخذ ملمحا جسديا. فيشبع جسديا ايضا من فرحه بالصلاة. 

طبيعة الصلاة

1. أهم شيء أن يعيش الانسان في حالة صمت، صمت مادي، وصمت تفريغ العقل قبل الصلاة بالهدوء والصمت والتأمل والتأني. فترات صمت حتى في القداس

2. احترام وتوقير ومهابة أثناء الصلاة

3. حرارة: أن يصنع الانسان الصلاة برغب وحماسة ... ويحتاج هذا أن يعيش الانسان في حالة توبة ... حرارة روحية، ومشاعر منسكبة، ودموع. ... ربما دقائق قليلة بحرارة روحية أثمن أمام الله من كثير بدون حرارة. الله لا ينظر إلى القلق الذي نقدمه لكنه ينظر إلى المشاعر التي نقدمها

نتائج لقاء الصلاة

1. تنفتح أعين الانسان على عيوبه ... قد تختفي في قلب الانسان بعض الضعفات ... في الصلاة الحقيقية: الله – الطبيب الحقيقي – يظهر للانسان ضعفاته ونقائصه. ولكنها بروح الرجاء. فيبدأ الانسان يتقدم لتوبة، ويحنن قلب الله ... 
مثل خطية قلة المحبة ... "عندي عليك أنك تركت محبتك الأولى ... أذكر من أين سقطت وتب" ... 
لما يرى الانسان ضعفاته يتضع فلا يتجبر بأي صورة من الصور على اي انسان آخير... أسكب كُلّيتك في الصلاة وأنت تحصل على لذة الصلاة" (مار اسحق)

2. يحدث نوع من الاستبدال: تعطي الله حزنك وتأخذ فرحه، 
تعطيه ضعفك وتأخذ قوته، 
تعطيه كبرياءك وتأخذ إتضاعه" 
وهي عملية جميلة مثل عملية استبدال العملة في البنك. 
"بالنهار يوصي الرب رحمته، وبالليل تسبيحه عندي صلاة لاله حياتي" (مز 42: 8)
تأخذ رحمة الله أثناء عملك (النهار) وترد الجميل بالصلاة بالليل.

3. الاستعداد: في كل مرة تصلي تستعد لملاقاة الرب في اليوم الأخير. العذارى الحكيمات والجاهلات – في صلاة نصف الليل – الحكيمات كانوا في حالة صلاة أي استعداد. أما الجاهلات فأضاعوا أعمارهم وأضاعوا أيامهم وفقدوا روح الاستعداد أي روح الصلاة. فكأن الانسان الذي يصلي يصير من الحكيمات، والذي يهمل الصلاة يصير من الجاهلات. 



أي شكل من أشكال الصلاة هو لقاء حب تعبر به عن حبك لشخص الرب يسوع، وتشعر مثل احساس طفل صغير يلهو في حضن أبيه. ويبادلك الله نفس المشاعر.
 ربما تتذكر أيوب الصديق وهو يقول في نهاية إختباره: "بسمع الأذن سمعت عنك والآن رأتك عيناي"
الصلاة لها فعل الشبع 
الصلاة خبزة اجتهد أن تتناولها باستمرار
إقرأ مزمور 42: "عطشت نفسي إليك يا الله الحي ... متى أجيء وأتراءى أمام الله"
الاشتياق للاختلاء بالحبيب
عطشت نفسي إلى الله الاله الحي
صارت لي دموعي خبزا نهارا وليلا
إجعل هذا المزمور هو روح الصلاة
إبدأ بداية جديدة
مع بداية عاد جديد ابدأ بداية جديدة ورتب حياتك ورتب وقتك
الصلاة أيضا تحتاج إلى نظام والتزام ووقت
يعطينا مسيحنا أن تكون حياتنا مرضية أمامه
له المجد إلى الأبد آمين

No comments: